الغافقي والجيش الفرنجي بقيادة شارل مارتل بالقرب من مدينة تور في فرنسا. ، وأوقفت التقدم الإسلامي في أوروبا الغربية ,حقق المسلمون بقيادة عبد الرحمن الغافقي تقدمًا كبيرًا في شبه الجزيرة الإيبيرية وتوسعوا شمالاً إلى الأراضي الفرنسية.وسيطروا علي معظم الجنوب الفرنسي واثار أثار التقدم الإسلامي شمالاً قلقًا شديدًا لدى حكام أوروبا المسيحيين الذين رأوا في ذلك تهديدًا لأراضيهم ودينهم، فحشدوا قواتهم بقيادة شارل مارتل لمواجهة جيش الغافقى . وكان أول من غزا “بلاد غالة” من الولاة المسلمين السمح بن مالك الخولاني خرج السمح على رأس حملة عسكرية، واخترق جبال البرينية من الممر الساحلي التقليدي، على البحر المتوسط فقد بدأ بالاستيلاء على “أربونة”، ثم تقدم واستولى على ولاية سبتمانية كلها، وأقام بها حكومة مسلمة وقد اتخذ من “أربونة” قاعدة للجهاد وراء جبال البرت، وتوغل في إقليم “أكيتانية”، غير أنه استُشهد في موقعة بالقرب من “طولوشة” “تولوز”، انهزم فيها المسلمون وقتل منهم عدد كبير، “، فتولى القيادة عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي وانسحب بالجيش بعد موت السمح بن مالك في المعركة، وأقروه واليا للأندلس حتى يأتي الوالي الجديد، وكانت هذه هي ولايته الأولى ولم يدم فيها أكثر من شهر١ وخلال تلك الفترة القصيرة، استطاع عبد الرحمن أن يخمد بوادر التمرد في الولايات الشمالية، كما ثبّت وضع المسلمين في القواعد التي استولى عليها المسلمون، وتعاقب علية 7 ولاه حتى تولى ولاية الاندلس جمع عبد الرحمن جيشًا يعد من أكبر الجيوش التي جمعت في تلك الفترة، وصل تعداده إلى 50 ألف مجاهد.
عبد الرحمن الغافقى

كانت هزيمة المسلمين في طولوشة تولوز ، قد أثرت عميقا في نفس عبد الرحمن الغافقي، وجعلته يتحين الفرصة للعودة لقيادة الجيش ثانية، للثأر من الفرنجة، في ربيع سنة 732م،و خرج للغزو وكان يقود أكبر جيش سيره المسلمون بجيش قوامه نحو 50 ألف لفرنسا وفتح مدينة “آرل” المطلة على البحر المتوسط، ثم وجّه جيشه عبر جبال “البرانس و وفتح بلاد جنوب فرنسا منها ليون (لودون) وسانس، وعبر وادي الرون إلى أقطانيا( أكيتانيا ) و واجهة جيش الدوق اودو وهزمه هزيمة ساحقة وكانت قوة الطليعة تتقدم شمالاً نحو نهر اللوار، بعد أن تفوقت على كل المقاومة بسهولة في الجزء الجنوبي من بلاد الغال ولجأ الدوق اودو لعدوه رئيس بلاط مملكة الفرنجة شارل مارتل، الذي يتحكم بملك فرنسا وحاشيته والدولة الفرنسية كلها وقد تلقى وعودا من البابا بأن يصير الملك المقدم على ملوك أوروبا والنصرانية ، وطلب العون منة وقد جمع جيش يقدر 200000 مقاتل وحذره من ان جيش المسلمين اقترب من باريس وكان عبد الرحمن الغافقي قد وصل إلى بواتييه غرب باريس، والتي تبعد عنها حوالي مائة كيلو متر.
شارل مارتن

دارت المعركة بين الجيش عبدالرحمن الغافقى وجيش شارل مارتل على مقربة من طريق روماني يصل بين مدينتي بواتييه المكان الذي يلتقي فيه نهرا كلين وفيين وتور في مكان يبعد 20 كيلومترا شمالي بواتييه ويسمى “البلاط”، الذي يعني في الأندلس القصربعد ان سيطر المسلمون علي تور وخيموا فيها ، ولم يلاحظ المسلمون جيش مارتل الذي اقترب منهم قرب “لوار” آتيا من الشمال، وعندما أراد الغافقي اقتحام نهر “لوار” لملاقاة خصمه تفاجأ بجيش مارتل الغفير وقد اخطأت طلائع المسلمين في تقدير عدد جيش مارتل ، فارتد إلى السهل الذي خيّم فيه سابقا، واستمر جيش مارتل في المسير حتى عبر نهر للوار وعسكر على شمال جيش الاسلامى على بعد أميال من مكان المسلمين, و ولقد أراد شارل مارتن الإيقاع به وبقواته في السهل، حيث سيظهر تفوق العدد بشكل واضح وكان الجيش الإسلامي منهكا بسب المعارك التي خاضها طيلة رحلته التي بدأت من أقصى الجنوب الفرنسي، كما كان مثقلا بالغنائم التى ربحها من المدن التى فتحها الجيش علي طول الطريق إلى بواتية , وكان جيش المسلمين قد انهك من المعارك السابقة التي خاضها وقد قل عدد الجيش نتيجة هذه المعارك وأنة كان يترك حامية في المدن التى فتحها وكان جيش شارل مارتن الذى كان يفوق الجيش المسلم عددا يقاتل في أرضة ولدية امدادات من البلاد القريبة على عكس جيش عبدالرحمن الذى كان ابتعد عن خطوط الامداد نتيجة تعمقة فى جنوب فرنسا وكان بينة وبين قرطبة1300 كيلومتر,وقد أدى ذلك إلي تفكك جيش المسلمين نتيجة الحاميات التي يتركها في كل مدينة وتأخر الامدادات التى تصل إلى جيش عبدالرحمن الغافقى حيث تأخد الامدادات شهر لكى تصل إلى جيش المسلمين , وكان السهل الذى التقى فية الجيشان كان ملئ باحراش وممطر مما كان في مصلحة جيش شارل مارتن على عكس جيش عبد الرحمن الغافقى الذى أعتاد على القتال فى السهول والاماكن المفتوحة

كان جيش المسلمين مثقل بالغنائم التي كسبها من المدن التس فتحها وكانت تلك الغنائم سببت خلل ونزاع فى صفوف جيش المسلمين , و تواجه الطرفان في أواخر شعبان 114 هجري 10 اكتوبر 732م تو واستمر القتال 9 أيام ، ، فإن أيّا من الجيشين لم يحقق نصرا حاسما لصالحه و اليوم العاشر نشبت المعركة الكبيرة، وأبدى فيها كلا الفريقين ثباتا ، حتى بدا التعب على جيش مارتن ،واقترب المسلمون من النصرولكن أخترقت كتيبة من الفرسان صفوف المسلمين وفتحوا ثغرة فى صفوف المسلمين ووصلوا إلى موخرة جيش المسلمين وانكشف قلب جيش المسلمين و وصلوا إلى الغنائم التى كسبها المسلمين فى المعارك السابقة واتسعت الثغرة, وخشى المسلمون على الغنائم وانقسم جيش المسلمون وتراجعت قوة من القلب إلى الخلف لحماية الغنائم فحدث خلل فى صفوف المسلمين وحاول عبدالرحمن الغافقى ان يثبت جندة ويعيد ترتيب الجيش فأصابة سهم فسقط من فوق جوادة ومات وعم الذعر فى جيش المسلمين وكثر القتل فى جيش المسلمين لكنهم ثبتوا أمام العدو حتى جاء الليل وارتدوا تحت جنح الظلام جنوباً إلى قواعدهم في سبتمانية، تاركين أثقالهم ومعظم غنائمهم للعدو، ولم يجرؤ شارل على مطاردة الجيش الإسلامي خشية أن تكون خديعة من المسلمين اوالكمين فاكتفى بانسحاب المسلمين وفضل العودة بجيشه إلى الشمال.

تحمل معركة بلاط الشهداء أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي والمسيحي ، فقد أوقفت التوسع الإسلامى في أوروبا الغربية، وأكدت على قوة الفرنجة ومكانتهم كمدافعين المسيحية فن أوروبا وقد ساهم انتصار شارل مارتل في تعزيز نفوذه ومكانته في أوروبا واعطى تشارلز لقب مارتل (أي المطرقة) ، وأصبح أساسًا لتأسيس الإمبراطورية الكارولنجية، التي حكمت أوروبا لقرون. كما أصبحت المعركة رمزًا للصراع بين الإسلام والمسيحية في العصور الوسطى وقد اختلف المؤرخون، قديمُهم و حديثُهم، مسلمُهم و مسيحيُّهم في أهمية تلك المعركة؛ فالبعض وصفها بأنها حفظت المسيحية من الفناء فيقول المؤرخ إدوارد جيبون : خط انتصار المسلمين طوله ألف ميل من جبل طارق حتى نهر اللوار كان غير مستبعد أن يكرر في مناطق أخرى في قلب القارة الأوروبية حتى يصل المسلمون إلى حدود بولندا ومرتفعات اسكتلندا، فالراين ليس بأصعب مرورا من النيل والفرات، وإن حصل ما قد ذكرت كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في مصب التايمز بدون معارك بحرية ولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد ولكان علماء الجامعة اليوم يشرحون للطلاب باستفاضة عن الوحي النازل على محمد , وقال المؤرخ البلجيكي كورث: “يجب أن تظل هذه المعركة واحدة من أهم الأحداث الكبرى في تاريخ العالم، لأنها حددت ما إذا كانت الحضارة المسيحية ستستمر أم سيسود الإسلام جميع أنحاء أوروبا وقد كانت الهزيمة في بلاط الشهداء مهولة على المسلمين، وبقيت آثارها النفسية جاثمة على قلوب المسلمين وكانت بلاط الشهداء كانت آخر محاولة جدية قام بها المسلمون لغزو بلاد الفرنجة بلاط الشهداء كانت آخر محاولة جدية قام بها المسلمون لغزو بلاد الفرنجة.